كانت أرض العراق قديماً تسمى بأرض السواد، والعرب تسمي الأخضر أسودَ، وأرض السواد كناية عن كثرة الأشجار والمزروعات.
وقد شجَّع الإسلام على الزراعة، وإحياء الأرض، وجعل لذلك قوانين وتشريعاتٍ خاصة.
فعن رسول الله – صلى الله عليه وآله – “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم الفسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها ” [مستدرك الوسائل ج13 ص460]
وأيُّ تأكيدٍ على الزراعة أكبر من هذا التأكيد، فمع أنّ زلزلة الساعة تذهل كلَّ مرضعة عمَّا أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى من شدَّة الذهول، كلُّ ذلك لا ينبغي أن يُلهي الإنسان عن غرس الفسيلة لو استطاع إلى ذلك سبيبلا، وهذا من باب المبالغة في الحثِّ على الزراعة.
بل من أحيا الأرض الموات كانت له بسبب هذا الإحياء، حتى لو كان المُحيي كافراً.
قال السيد السيستاني (دام ظله): “الموات بالأصل وإن كان ملكاً للإمام (عليه السلام) – حيث إنّه من الأنفال – ولكن يجوز لكلّ أحد إحياؤه، فلو أحياه كان أحقّ به من غيره، سواء أكان في دار الإسلام أم في دار الكفر، وسواء أكان في أرض الخراج أم في غيرها، وسواء أكان المحيي مسلماً أم كافراً” [منهاج الصالحين ج2 كتاب إحياء الموات مسألة891]
والنهوض بالواقع الزراعي فضلاً عن كونه يؤمّن حاجة البلد من المحاصيل المهمَّة، فإنه يؤمّن له استقلاليَّة قراره السياسيّ، فلا يكون تحت تأثير الضغوطات الخارجيَّة.
إضافةً إلى ذلك فللزراعة فوائد كثيرة، منها:
1- تشغيل الأيدي العاملة وتنوع اقتصاد البلد.
2- تلطيف الجوّ.
3- تعمل بعض الأشجار على صدِّ العواصف الترابيَّة وتثبيت التربة وكسر زحف التصحّر
4- إضفاء طابعٍ جماليٍّ على الأماكن التي يكثر فيها الزرع.
5- تشكّل بيئة مناسبة للحيوانات والطيور التي تلعب دوراً مهماً في التوازن البيئي في عمليات تلقيح النباتات ونقل البذور والحفاظ على جودة التربة.
لذا من المهم جداً اهتمام الدولة والمواطنين بالزراعة وعدم إهمالها والاكتفاء بالنفط من جانب الدولة، وبالوظيفة من جانب المواطن، فإنّ النفط الأسود ينقضي والزراعة التي أسميناها النفط الأخضر لا تنقضي.
#مجموعة_إكسير_الحكمة