وأما المنامات فهي تعتبر على العموم شرعاً من الحالات المتشابهة ففيها
– أمور ربانية
– وأخرى شيطانية
– وثالثة نفسانية
تنبعث من مبادئ مرتكزة في مرحلة اللاوعي الإنساني، ومن ثم لا شك ـ كما ذكرنا من قبل ـ بين علماء الدين في أنه لا تتلقى أية عقيدة ولا شريعة أو حقيقة من خلال المنامات، ومن ادعى عقيدة أو شريعة على أساس المنام فهو خارج عن الاعتدال والطريقة الشرعية، ولم يكن قوله حجة عند أحد من أهل العلم.
وإنّما يُتّبع في العقيدة والشريعة في الدرجة الأساس على الإدراكات العقلية الراشدة والواضحة، ثمّ على الرسالات الإلهية اليقينية كالقرآن الكريم، ويعوّل بعد ذلك في الشريعة على قواعد معروفة في أصول الفقه، وليس للمنام أي اعتبار في البين.
نعم يصلح المنام حافزاً على الخير ومشجعاً على الفضيلة فيما كان في حدود العقل والمنطق والشريعة بقسميها اليقيني والاجتهادي.
وكذلك الحال في المكاشفات – وهي الأمور التي تتراءى للإنسان خارج ما يراه ويدركه الناس، فهي عموماً على حد المنامات ذات مناشئ مختلفة ولا يعوّل عليها في إثبات أية عقيدة أو شريعة، ومن استند إليها فقد أخطأ خطاً كبيراً.
– سماحة السيد محمد باقر السيستاني
م/ إتجاه الدين في مناحي الحياة، ص٣١٤