بدأت تنتشر بعض الظواهر الغريبة في مجتمعنا، ومنها تربية الحيوانات (أجلّكم الله) في المنازل، ولدينا بعض التعليقات على هذه الظاهرة:
أولاً: هي ظاهرة مستوردة من المجتمعات الغربية ولم تكن موجودة في مجتمعاتنا ولا تناسبنا أبداً، لأنّ المجتمع الغربي بعد تفكك الأسرة لديه وعدم وجود ما يؤنس الفرد عندهم، خصوصاً عندما يتقدّم في العمر، فإنه يحاول أن يسد حاجته الفطرية للعائلة بتربية الكلاب وغيرها من الحيوانات، أما المجتمع المسلم الذي يهتم بكيان الأسرة وتماسكها فهو غني عن ذلك بفضل تعاليم الإسلام وأحكامه.
وثانياً : هي مُكلِفة من الناحية الاقتصادية، حيث تُشير عدّة تقارير إلى أنَّ مصاريف الإطعام والعناية الصحية والأكسسوارات اللازمة لتلك الحيوانات تتزايد لمبالغ ضخمة تُقَدَّر بعشرات مليارات الدولارات سنوياً، هذا عدا تكلفة شراء الحيوان نفسه، وما تسببه من أضرار بالممتلكات، وهذه مبالغ جنونية، بالمقابل يعاني ملايين البشر يومياً من ألم الجوع والمرض !!
وثالثاً: هناك إشكالات شرعية تترتّب عادةً على تواجد الحيوانات في البيوت:
منها: الكلب نجسٌ، وهذا عليه إجماع الفقهاء، ولا يَطْهُر حتى لو غُسِلَ بماء البحر سبعين مرة، وعليه فمجرد ملامسته للأشياء أو للإنسان برطوبة مُسرية فالنجاسة تنتقل لتلك المواضع.
ومنها: إنّ القطط وإن كانت طاهرة، ولكن إذا علق بملابس الإنسان أكثر من ثلاث شعرات منها فلا تَصُحُّ صلاته على الأحوط وجوباً.
وهناك عدّة أحاديث شريفة نهت عن تربية الكلاب في المنازل، فقد روي عن رسول الله (ص) أنَّه قال: (أنَّ جبرئيل عليه السلام أتاني فقال: إنَّا معاشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه كلبٌ ولا تمثالُ جسدٍ ولا إناءٌ يُبَالُ فيه).
[تهذيب الأحكام ج2 -ص377]
وكذلك روي عن الإمام الصادق (ع) أنَّه قال: (ما مِن أحدٍ يتَّخذ كلباً إلّا نقص في كلِّ يومٍ مِن عمل صاحبه قيراط).
[الكافي الشريف ج6 – ص552]
#مجموعة_إكسير_الحكمة