سَكَرَاتُ الموت
هي عقبَةٌ صعبَةٌ يفارق فيها الإنسانُ أهله ومالَه وأصدقاءه، ويتحسَّر على ما فاته من خيرٍ وما عمله من شرّ، قال الإمام عليٌّ (ع) في وصفها: “اجتمعتْ عليهم سكْرَة الموتِ وحسرةُ الفَوْت ” [نهج البلاغة صبحي الصالح 160]
قبض الروح
عن رسول الله (ص): ” إذا أراد الله تبارك وتعالى قبض روح المؤمن قال: يا ملك الموت! انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي، فطال ما نصب نفسه من أجلي، فأتني بروحه لأُريحه عندي، فيأتيه ملك الموت بوجهٍ حسنٍ، وثيابٍ طاهرةٍ، وريحٍ طيبة”. [الاختصاص للشيخ المفيد 345]
وإذا أراد الله تعالى قبض روح الكافر ” فيجيئُهُ مَلكُ الموت بوجهٍ كريهٍ كالِحٍ (عابس)، عيناه كالبرق الخاطف، وصوته كالرَّعد القاصف، لونه كقِطع اللَّيل المُظلم، نَفَسَهُ كلَهبِ النار، رأسه في السَّماء الدُّنيا، ورِجلٌ في المشرق، ورِجلٌ في المغرب، وقدماه في الهواء، معه سفودٌ ( حديدةٌ يُشوى عليها اللَّحم ) كثير الشُّعب ، معه خمسمائةٌ ملكٍ أعواناً، معهم سياطٌ من قلب جهنَّم، تلتهب تلك السِّياط وهي من لهب جهنَّم ..” [بحار الأنوار ج8 ص317]
وكما يغتسل الإنسان ليظهر يمظهرٍ جميلٍ إذا ذهب لزيارة الأقارب والجيران، يُغسَّل الميت لأنَّه ” يلقى الملائكة ويباشر أهل الآخرة”. [وسائل الشيعة ج2 ص478]
إنزاله في القبر
لا يُدخَلُ الميتُ في قبره مباشرةً؛ فإنَّ للقبر أهوالاً عظيمة، ضغطته ووحشته وظلمته وسؤال منكرٍ ونكير، وعن الإمام الصادق (ع) قال: “إنَّ للقبر كلاماً في كلِّ يومٍ يقول: أنا بيت الغُربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، أنا القبر، أنا روضةٌ من رياض الجنَّة، أو حفرةٌ من حفر النار” [الكافي ج3 ص242].
ومن أصعب ما في القبر ضغطته، ومن أسبابها سوء خلق الرجل مع أهله، وغلظته مع عياله، وعن النبيّ (ص) ” ليس من مؤمنٍ إلَّا وله ضمَّة “ [بحار الأنوار ج6 ص221]
الليلة الأولى في القبر
وهي أشدّ ليلة على الميت، قال رسول الله (ص) : “لا يأتي على الميت ساعةٌ أشدّ من أول ليلة”.
إذا وضع المؤمن في قبره “فتح له بابٌ من أبواب الجنَّة يدخل عليه من روحها وريحانها … ثم يزور آل محمد في جنان رضوي فيأكل معهم من طعامهم، ويشرب من شرابهم، ويتحدَّث معهم في مجالسهم” [الكافي ج3ص132]
النُّشور
وهو البروز من القبور للحساب.
عن الإمام الصادق ( ع) : ” مثَلُ الناس يوم القيامة إذا قاموا لربِّ العالمين مَثَلُ السَّهم في القُرَب ليس له من الأرض إلَّا موضع قدمه كالسهم في الكنانة لا يقدر أن يزول هاهنا ولا هاهنا “ [الكافي ج8ص143].
يعني يُبعث النَّاس من قبورهم وليس لهم مجالٌ للحركة، كالسّهام التي تكتظ في كنانتها فلا مجال لها للحركة.
والكنانة، تعني جُعبة السهام المصنوعة من الجلد.
الحساب، وفيه يُسأل العبد عن أمور، فعن رسول الله (ص) : “لا تزول قدم عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت”. [الأمالي للشيخ الصدوق 93]
من أهمّ الأمور العبادية التي يُسأل عنها العبد الصلاة، ومن الأمور الاعتقاديَّة ولاية أمير المؤمنين (ع) فإنْ كان موالياً دخل الجنَّة، وفي الرواية: ” أنَا الفارُوقُ الّذِي أَفرُقُ بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، أنَا أُدْخِلُ أَوْلِيائي الجَنَّةَ وأَعْدائي النَّارَ”. [تفسير فرات الكوفيّ 67]
#مجموعة_إكسير_الحكمة