آراء ومقالات

لماذا نرفض تسييس الشعائر الحسينية؟

لا يخفى أن ذكر الإمام الحسين – عليه السلام – والجزع عليه، وإقامة مراسيم العزاء، واستمرارها في كل زمن، وحفاظ الأجيال السابقة على هذه الممارسات العزائية خالية من التسييس، والاستثمار المصلحي من أهم العوامل التي أبقت جذوة الفداء الحسيني، وأدامت ذكر عاشوراء منذ أكثر من ألف سنة.
والسياسة – كما هو مُدرَك لكل ذي عقل – فنُّ التقلب، والاختلاف، وتعدد المصالح، فإذا دخلت في العزاء الحسيني المقدس خرقت قداسته، وأوقعته في وحل التقلب، والمصالح، ونزاع الآراء.
وإذا فتحنا الباب لكل صاحب مطلب، أو دعوى، أو قضية سياسية لأن يستغل الشعائر الحسينية للكلام عن هدفه فسوف تكون تلك الشعائر بتقادم السنين ميدانًا لكل من هب ودب ليوظفها في سبيل مطلب يراه صحيحًا، وربما اختلف معه آخرون في مطلبه فيردون عليه من الطريق نفسه، وعندها تصبح الشعائر بابًا للاختلاف والفرقة بعد أن اعتدنا عليها بابًا للوحدة، والتآلف في رحاب الدمعة والصرخة لمصاب إمامنا الغريب المظلوم.
وربما يتسع الأمر ليشمل أصحاب النزاعات الشخصية، والخلافات الحزبية، بل حتى الأسرية ليوظفوا الشعائر لضرب خصومهم، وقد ظهرت بوادر هذا في بعض اللطميات، وبعض كلمات الدخلاء على المنبر الشريف.
وللحديث تتمة…

د. عباس عبد السادة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى