يسأل الأخ أحمد الفضلي عن النهضة الحسينيٌة، وهل هي استثناءٌ، أم امتدادٌ لما سبقها من حركة الأنبياء والأوصياء؟
الجواب: إنّ النهضة الحسينية المقدسة استثنائية، لأنّ المصلحين الإلهيين من قبل الإمام الحسين (ع) اتخذوا طريقة (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ).
وما كانت حروب النبي (ص) التي خاضها من أجل إجبار الناس على الإصلاح الديني، وإنما لأجل رفع الكوابيس التي كانت تسيطر عليهم من قبل الحكام، وتمنع وصول صوت الإسلام لهم، ولذلك كان أصحاب الديانات باقين على دياناتهم حتى بعد سيطرة الإسلام وحكمه لبلدانهم.
بل إن نهضته (ع) تكليف خاص، قال الشيخ محمد حسن الجواهريّ: “وما وقع من الحسين (ع) – مع أنه من الأسرار الربانية والعلم المخزون – يمكن أن يكون لانحصار الطريق في ذلك، علمًا منه (ع) أنهم عازمون على قتله على كل حال كما هو الظاهر من أفعالهم وأحوالهم وكفرهم وعنادهم، ولعل النفر العشرة كذلك أيضًا، مضافًا إلى ما ترتب عليه من حفظ دين جده (ص) وشريعته وبيان كفرهم لدى المخالف والمؤالف، على أنه له تكليفٌ خاصٌ قد قدم عليه وبادر إلى إجابته، ومعصوم من الخطأ لا يُعتَرَض على فعله ولا قوله، فلا يُقاس عليه مَن كان تكليفه ظاهر الأدلة والأخذ بعمومها وإطلاقها مرجِّحًا بينها بالمرجحات الظنيّة”.
[جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ج21، ص295 – 296]
وقال الشيخ كاشف الغطاء: “إنّ فاجعة الطّف قضيةٌ هي الوحيدة من نوعها واليتيمة في بابها خرجت عن جميع القواميس والنواميس ولاينطبق عليها حكمٌ من أحكام الشرائع السماويٌة ولا الأرضيّة لا الدينيّة ولا المدنيّة، ولا ينفذ في فولاذها الحديدي “لماذا ولإن”.
[جنة المأوى، ص192, ط دار الأضواء]
وهذه الحقيقة تقودنا إلى أنّ نهضة الإمام الحسين (ع) ـ باعتبارها استثناء ـ كانت بتخطيط إلهي وليس بتخطيط بشري.
#مجموعة_إكسير_الحكمة