أجوبة الشبهاتدين

طريقة السلف الصالح في إحياء المجالس الحسينية

إجابةً لطلب الأخوين المتابعَين (سيف عباس وماجد العلياوي) عن طريقة إحياء هذه المجالس المباركة لدى السلف الصالح، نقول:

إنّ سيرة سلفنا الصالح في العزاء هو ذكر مصاب الإمام الحسين (ع) وندبه والتفجّع له والبكاء عليه واللطم وكل ما يبرز الحزن والتفجع والجزع على مصابه، وطرح المواعظ والعبر وأهداف نهضته المقدسة.
إنّ الفقهاء والعلماء وهم أحرص الناس على الدين وما أراده أهل البيت (ع)، إذا رجعنا لطريقتهم المتوارثة خلفاً عن سلف فإننا نجد فيها عزاء ورثاء الإمام الحسين (ع) وسيرته وأحاديث أهل البيت (ع)، إضافة للفوائد العلميّة والعقائديّة، نعم قد يحصل تقديمٌ أو تأخيرٌ أو تغييرٌ في هيئة تلك المجالس وهذا طبيعيٌّ لاختلاف الأزمنة، وهذا ما كان يصنعه أئمة أهل البيت (ع) ويدعون شيعتهم إلى عمله، فقد روي عن أبي الصادق (ع) أنَّه قال للفُضيل: ( تجلسون وتحدثون؟ ، قال: نعم جُعِلْتُ فداك، قال: “إنّ تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فُضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا، يا فُضيل من ذَكَرَنَا أو ذُكِرْنَا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر”). [قرب الإسناد ص36]

أما ما جاء في سؤالكم من ذكر الآراء السياسية وطرحها على المنبر فهذا ما لم نجده في سيرة أهل البيت (ع) ولا السلف الصالح الذي جاء بعدهم، وهي غالباً ما تكون مدعاةً للاختلاف والفِرقَة، فكلّ جهةٍ تدّعي أنَّها على الحق ورأيها هو الصواب وتحصل النزاعات بينهم (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)!![المؤمنون الآية ٥٣]

ولذا جاءت توصيات وفتاوى الفقهاء لتدعو إلى إبعاد المجالس الحسينية عن الحديث في الموضوعات السياسية، وقد نشرنا الكثير منها في مواقعنا.

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى