أجوبة الشبهاتدينفكر وثقافة

آني شاب أحب الدين، بس أكره المعممين!!

“المعممين تجار باسم الدين، والحقيقة اللي الناس متصدكها انو المعممين منافقين، من بره مولاي وأغاتي ومن جوة بس الله يدري بيهم، شنو تعرفني بوضعهم؟! خليها سكتة غير هذاك اليوم واحد ……”

هذا الحوار المقتبس من حديثٍ حاصل بالواقع بين شخصين، إنما هو من نتاجات إعادة تدوير الكراهيَّة لفئاتٍ محدَّدةٍ في المجتمع تحت يافطة التنوير أو المدنيَّة، حتى صدَّق البعض أنَّ كلمة العمامة مرادفةٌ للجمود والخداع والتسلّط باسم الدين والمقدَّسات، قياساً للكل على فرد أو أفراد لا يشكلون من النسبة إلا الأقلية.

فهل فعلاً العمامة الشيعيَّة كما قيل في بداية المنشور؟!
بالطبع لا، فلا يمكن اختزال ألف سنةٍ من الجهاد الفكريّ، والاجتماعيّ، والسياسيّ، في صورةٍ مشوّهةٍ رسمها الإعلام المتربّص بكلّ ما هو شيعيٍّ، وكلّ ما هو مرتبطٌ بالإسلام؛ لفرض عزل المجتمع عن قيادته الشرعيَّة أو قدوته الحسنة، وبالتالي عزله عن تعاليم الله تعالى، ليتلقّف كلَّ ما سيبثَّه الإعلام الموجّه ذاته لتمييع المجتمع وتفكيكه، وزرع بذور الفتن والاختلاف داخله.

ولكي يكون حديثنا معزَّزاً بالشواهد، دعنا نُسلّط الضوء على بعض الحقائق:
1. العمامة وحفظ معالم الدين:
الحوزات الشريفة – ومن خلال جهود العلماء – حفظت الدين وتصدّت لمختلف الشبهات والمخاطر الفكريَّة على طول الخط من الغيبة الصغرى إلى اليوم، ولا تزال تفتح أبوابها بلا مقابلٍ لتدريس العلوم الدينيَّة.
2. العمامة ومواجهة الاستعمار والإر.. هاب:
من فتوى ثورة العشرين إلى الدفاع الكفائيّ، كانت العمامة رأس الحربة، وفتاوى المرجعية الشيعية (أبو عمامة) أنقذت الوطن ومواطنيه في مختلف المراحل حينما وقف الشعب إلى جانبها.
3. العمامة وخدمة الناس:
من حملات الإغاثة إلى الخدمات الجليلة للعتبات المقدّسة، ومؤسسة العين لرعاية الأيتام، العمامة لا تغيب عن الساحة.
4. العمامة وبناء الجيل:
من دورات الأطفال إلى تعليم القرآن، العمامة تعمل حيث تراجعت الدولة والأسرة.

وهكذا لا نستطيع أن نحصي ما للعمامة الشيعية من صفحات مشرقة في هذا المنشور المحدود، كالمحافظة على المكونات والوحدة الوطنية والرعاية العامة للشيعة والمواقف الإسلامية والإنسانية العامة، بل هناك ما هو أكبر من ذلك، فإنّ السيد السيستاني (أبو عمامة) اليوم يعتبر إقليمياً ودولياً من أقوى ركائز السلم في الشرق الأوسط ومكانته الرفيعة بسبب ذلك اعترفت بها أكبر المؤسسات الدولية.

نعم، المعممون ليسوا بملائكة، فليس كلَّ من لبس الزي هو من أهل العلم، وهنالك من يُسيء، ومن يتحايل، ومن ينحرف كما في كلِّ فئةٍ بشريَّة، لكن أنْ تتحوّل هذه العمائم إلى هدفٍ دائمٍ للتشويه، وتُحمَّل كلَّ أوزار التاريخ والحاضر والمستقبل من خلال التدليس والكذب، فذلك ظلمٌ لا يرضاه عقلٌ ولا ضمير.

ويمكننا أنْ نقول بكلِّ ثقة: إنَّ العمامة الشيعيَّة مشروع بناء، لا مشروع استغلال، بل إنَّ أكثر مؤسسةٍ تغربل داخلها هي الحوزة العلميَّة الشريفة.
وفي حاضرنا وماضينا ما يشهد لذلك بكلّ وضوح.
فلا تكن أيُّها المتديّن ممن يجلد نفسه، ولا تكن صوت خصومك وأنت لا تدري.

وأنت أيها المتابع العزيز
هل تعرف حادثةً حذَّرت فيها المرجعيَّة من المتلبسين بالزيّ الحوزويّ، ومدّعي المقامات الدينيَّة زوراً؟
للمشاركة في التعليقات للمشاركة اضغط هنا

#مجموعة_إكسير_الحكمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى