الأفراد والمجتمعات لطالما بحثت عن جودة الأشياء لما لهذه الجودة من فائدة تحفظ ما يُدفع في قبالها من أموال؛ فليس من المعقول أن تشتري سلعة تدوم معك خمس سنين بأخرى تدوم سنة واحدة وبنفس السعر، هذا التفاضل في الجودة هو الذي يخلق التمايز، وتكون على إثره بعض السلع أغلى من الأخرى، وهذا الأمر يعم كل شيء يمس حاجة الفرد والمجتمع.
وبسبب ذلك نجد كثيراً ممن يحترم عقله يهرب من بعض مواقع التواصل الاجتماعي إلى بعض آخر، كما حصل منذ سنين لبعض الكتّاب والمتابعين، الذين اضطرهم المحتوى الرث وعدم الجدوى والجودة إلى النزوح إلى منصات أخرى!
في الفترة الأخيرة شهدنا وشهدتم المحتوى الرث في كثير من مواقع التواصل الأجتماعي بسبب عدم الرقابة على المحتوى في تلك المنصات، وبسبب سياسة التسويق التي كثيراً ما تبحث عن الربح بغض النظر عن القيمة نجد الكثير من صنّاع المحتوى الهابط وجدوا لهم فسحة للتربّح من تلك المواقع، ضاربين كل القيم والأخلاق عرض الجدار، بل وصل بعضهم حد الشهرة والتصدّر الاجتماعي بسبب هذه التفاهة!
التفتت كثير من المجتمعات المحترمة إلى ما يُنشر في هذه المنصات وأدركت مدى تأثيرها على أبنائها، حتى ضجّ الناس بهذه الشخصيات ومحتواهم خوفاً على أبنائهم.
ردة الفعل الطبيعية للمجتمعات تركتز إلى فطرتهم بلا شك، إلا أن كثيراً ممن عارض (الحملة الأخيرة على المحتوى الهابط) تجرّد من فطرته للأسف! بدعوى أنّ الحملة لا تستند إلى سند قانوني واضح، ويقيناً أنهم ممن قال عنهم الكتاب الكريم : (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم).
وبحكم قناعتنا بعدم اكتراثهم بالآداب العامة والحياء؛ لأنّ أكثرهم لا يهمه في الحياة إلا ثلاثة أشياء – نأنف عن ذكرها احتراماً للقاري الكريم – ندعوهم إلى تطبيق معيار الجودة في هذه المحتويات أيضاً أسوة ببقية الأشياء في الحياة، إلا أن يكون خلف الأكمّة شيء آخر!
#مجموعة_إكسير_الحكمة