سماحة السيد رياض الحكيم
عندما نتحدث عن شمولية القرآن لا نعني أنّه فهرسة للعلوم المختلفة، وإلاّ لأوجب ذلك إماتة روح الإبداع في الإنسان في هذه الحياة الدنيا التي ابتنت على الكدح وبذل الجهد والإبداع.
بل نقصد أنّه يتناول كل جوانب الحياة التي تحيط بالفرد والمجتمع، ولا يقتصر دوره على جانب معيَّن منها، فهو كتاب شامل في تعاليمه ومحتواه، أو فلنقل ليعزز جهود الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلّم) في أدائه لهذا الدور، بتوجيه الأمّة وإرشادهم إلى ما يضمن لهم السعادة في الدنيا والآخرة.
ولذلك فمن الطبيعي أن يشتمل على مختلف الأمور التي تكون فاعلة في إصلاح الأفراد والمجتمع، ولم يقتصر على جانب واحد منها (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
فالقرآن قد احتوى على كل ما يهم المسلم بإطاره العام وهو:
١ ـ أصول العقيدة الإسلامية من التوحيد والنبوة والمعاد والإمامة والولاية، وغيرها من المسائل الاعتقادية الأخرى، كالقضاء والقدر والعرش وغير ذلك…
٢ ـ الجانب التربوي وما يرتبط به من سمو الأخلاق وتهذيب النفوس.
٣ ـ مجموعة من الأحكام الشرعية والقوانين التي تنظم سلوك المسلم وعلاقاته كفرد، والمسلمين كمجتمع، كما أشار الى اتّباع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) وولاة الأمر الذين يحدّدون باقي التفاصيل.
وهذا هو ما نعنيه من شمولية القرآن.
#مجموعة_إكسير_الحكمة