سارة ونور أختان وَلدَتَا في البيئة المؤمنة نفسها، وسط عائلةٍ محافظةٍ، لكنَّ سارة بدأت تتأثَّر بصديقاتها اللَّاتي يحرّفْنَ المفاهيم في عقلها، حتى باتت ترى أنَّ التزام أختها نور تعقيدٌ وتقييدٌ، فدار الحوار بينهما قبل الانصراف إلى الجامعة، وكانت سارة قد أطالت الوقوف أمام المرآة:
نور: أختي الحبيبة ممكن تگوليلي شنو هالاستعدادات المطولة كلها علمود راح نروح للكلية، إلمن متمكيجة للملازم لو للمختبر، لوووو للطلاب!
وعليچ الله متختنگين من هاي الملابس الضيگة!
مو كأنو الحجاب صافن عليچ؟!
سارة: رجاءً لتگوليلي تتزينين للطلاب، ترة أنا أتزين لنفسي!
نور: نفسك! ليش شبيچ إنتِ، تحسين بنقص وخلل بوجهچ! صدقيني أنتِ جميلة ببراءتكِ وملامحكِ الطبيعية!
سارة: تعرفيني زين محافظة على صلاتي وأحب ربّي بس أحب الميكب، يعني لا تعقيد في الدين.
نور: هذا دين جديد بيه تخفيضات، ألتزم هنا وأخالف هناك، هيچ ربحتِ ويانا جائزة الكائن غير المعقد!
صدّقيني آني أخاف عليچ من عيون الرجال، أنتِ متدركين خطر نظرتهم، واختلاف نفوسهم وأفكارهم، يعني تريدين تنكرين شيء فطري وهو انجذاب الرجل للمرأة وتأثّره بمظهرها!
أنتِ تخدعين نفسكِ فقط!
سارة: هسة أنتِ عفتي كل مشاكل العالم وإجيتي تحاسبيني، يعني إذا أترك المكياج يعيش العالم بسلام!
نور: إي نعم!
كل الشرور بهذا العالم بدت بمجرد شعور، وهو الحسد واستصغار الذنب، لمن تعاظمت الذنوب وكثر الشر والأشرار.
ثم إذا العالم ما هدأ ولا يوم، فهل هذا يعني أنْ نترك تكاليفنا ومسؤولياتنا، احنا معنيين بإصلاح أنفسنا أولاً، حتى نعرف كيف نصلح العالم، ولو ركزنا بتاريخنا الديني وتاريخ أئمتنا وأصحابهم فهمه الوحيدين اللي أحدثوا تغيير وأصلحوا الأمة، ليش؟ لأنْ نفوسهم صالحة.
#مجموعة_إكسير_الحكمة